كالأعلام
العَلَم: قد يأتي بمعنى الراية، وهو المعنى المعروف.
وأما المعنى الذي كان شائعا ولم يعد شائعا هو أن العَلَم تعني الجبل، أو أي شيء يكون معْلَما، والعلامة تعني الجبل الطويل.
ومنه قول الله تعالى "وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ" [الرحمن:24]. أي لله السفن الجارية في البحر كالجبال.
ويقول عنترة:
إِذا الريحُ هَبَّت مِن رُبى العَلَمَ السَعدي * طَفا بَردُها حَرَّ الصَبابَةِ وَالوَجدِ
أي إذا هبت الرياح من مرتفعات الجبل السعدي حيث تقيم عبلة، طفا برد تلك الرياح حر الصبابة والوجد.
وفي المثل الشعبي "مثل النار على العلم" أي مثل النار على قمة الجبل يراها جميع السائرين ليلا. وتقول الخنساء في رثاء أخيها صخر:
وَإِنَّ صَخراً لَتَأتَمَّ الهُداةُ بِهِ * كَأَنَّهُ عَلَمٌ في رَأسِهِ نارُ
أي أن صخرا كان علما عليه نار يهتدي به الهداة، إذ كان العرب المسافرون ليلا إذا رأوا نارا بعيدة استدلوا بها على وجود ناس هناك فساروا إليها وطلبوا الضيافة من أهلها، فضرب المثل في الكرم لمن لا يخمد النار ولا يستثقل الضيوف، فمثلا يقول السموأل فخرا:
وَما أُخمِدَت نارٌ لَنا دونَ طارِقٍ * وَلا ذَمَّنا في النازِلينَ نَزيلُ
أي لا نخمد النار لنبعد عنا الطارقين والنزلاء. ومن أبيات الهجاء اللاذعة التي تصف قوما بالبخل ما قاله الأخطل:
أي أنهم قوم إذا سمعوا الكلب ينبح على ضيف بعيد، خافوا أن يأتي إليهم ويطلب الضيافة فيقولون لأمهم: بولي على النار لتطفئيها، فتبول لهم بالمقدار الذي يطفئ النار ولا تجود لهم به.
تعليقات
إرسال تعليق