أنا

    أنا ضمير المتكلم في العربية، ورغم أن معناه لا يجهله أحد يخطئ الكثيرون في نطقه، فينطقون الألف التي في نهايته. ألف "أنا" تنطق وقفا، ولا تنطق وصلا، فإذا توقفت عند كلمة "أنا" عليك أن تنطق الألف، أما إن وصلتها بما بعدها فاحذف الألف تخفيفا.

    مثلا "إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ" [الأنبياء:92]، انطقها "وَأَنَ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونْ"، فالألف لا تنطق إذا وصلت بما بعدها، أما إذا وقفت عندها فأعد الألف وانطقها.

أما في الشعر فقد ترى هذه القاعدة تتبَع، وقد تراها تخالَف، ففي هذا البيت مثلا من عنترة بن شداد:

وَها أَنا مَيِّتٌ إِن لَم يُعِنّي * على أَسرِ الهَوى الصَبرُ الجَميلُ

    نرى أنك إذا نطقت ألف "أنا" سيختل وزن البيت (بحر الوافر)، فعليك أن تنطقها دون الألف حتى يكون الوزن صحيحا، وعليه فإن الشاعر هنا لم يغير من طبيعة الكلمة واتبع القاعدة. لكن في مواضع أخرى يجوز للشاعر أن يثبت ألف "أنا" حتى في الوصل، وذلك أيضا من أجل إرضاء الوزن، فإذا رأينا هذا البيت لعنترة:

وكيفَ أنامُ عنْ سـاداتِ قومٍ * أنا في فَضْلِ نِعْمتِهمْ رَبيت

نرى أنك لو نطقت "أنا" نطقا صحيحا وحذفت الألف أخللت بوزن البيت (بحر الوافر أيضا)، لهذا عليك أن تثبت ألف "أنا" وصلا للضرورة الشعرية حتى ينتظم الوزن، ومن أمثلة ذلك أيضا قول علي الحصري القيرواني:

الحُبُّ أعَفُّ ذَويهِ أنا * غيرِي بالباطِلِ يُفْسِدهُ

فهنا أيضا لو حذفت ألف "أنا" أخللت وزن البيت (بحر المحدث)، لأن الفاصل بين الشطرين ليس وقفا، فكان الصحيح أن تحذف الألف، لكننا نثبتها للضرورة الشعرية حتى ينتظم وزن البيت.

=========================
ملاحظات:
  • بعد بحث قصير عرفت أن ما أعلمه عن حكم قراءة "أنا" قاصر، فبعض القراءات تثبت ألف "أنا" إذا أتت بعدها همزة، لكني لم أذكر ذلك حتى لا يعقد المنشور ولأن موضوع القراءات أكبر من أن أتحدث أنا فيه.

تعليقات