دبر
الدُبُرُ: هو مؤخر كل شيء وعقبه، وهو عكس القُبُل، وأدبر الشخص: أي ولَّى وذهب، ودَبَّر الإنسان أمره: أي نظر كيف تكون عاقبته وآخرته وخطط له، ودبَّر الله الأمر: أي قدره وقضيه، وتدبر الإنسان الأمر: فكر فيه ونظر في عاقبته، ودابر الشيء: آخره، وقطع الله دابرهم: أي أنهى على آخر من بقى منهم.
وإني لا أريد أن أحصي آيات القرآن الكريم التي ذكرت فيها الكلمات التي ذكرتها لك في الفقرة السابقة فهي كثيرة، ولكن إليك أمثلة، ففي التنزيل العزيز:
- "وَإِن كَانَ قَمِيصُهُۥ قُدَّ مِن دُبُرٍۢ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ" [يوسف:27] أي إن كان قميصه قطع من خلفه فكذبت وهو صدق،
- "فَقُطِعَ دَابِرُ ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوا۟ ۚ وَٱلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ" [الأنعام:45] أي قضي على آخر من بقي منهم،
- "وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ" [المدثر:33] أي والليل إذا ولَّى.
وفي الحديث الشريف: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث" فقوله "لا تدابروا" أي لا يواجه بعضكم بعضا بظهوره وأقفائه ويعرض وجوهه عن الآخر.
هَيْفاءُ مُقْبِلَةً عَجْزاءُ مُدْبِرَةً * لا يُشْتَكى قِصَرٌ مِنها ولا طُولُ
إذ يمتدح حبيبته واصفا إياها أنها دقيقة الخصر ضامرة البطن وهي مقبلة عليك، ضخمة العجيزة ثقيلة الردفين وهي مدبرة عنك، وافية القامة لا يعيبها طول ولا قصر.
===========================
هوامش:
[1]: سميت البردة لأنه قالها معتذرا لرسول الله، فقبل الرسول -صلى الله عليه وسلم- اعتذاره بعدها وألبسه بردته (عباءته) تكريما له.
تعليقات
إرسال تعليق