المشاركات

عرض المشاركات من 2023

بدل واستبدل

بَدَّل الشيء: غيره وحوله، ومن أمثلتها قول الله تعالى " فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " [البقرة:181] أي فمن غيره. وبَدَّل واستبدل الشيء: أي اتخذه بدلا، واستبدل الأول بالثاني أي اتخذ الأول بدلا من الثاني، وحرف الباء الباء تدخل على المتروك لا المأخوذ، فنقول " استبدلت الجديد بالقديم " أي أخذت الجديد (اتخذته بدلا) وتركت القديم.. وصار من الخطأ الشائع دخول الباء على المأخوذ بدلا من المتروك، ومن أمثلة الفعل في القرآن التي تدل على ذلك: " قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ " [البقرة:61] " وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ " [البقرة: 108] " وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ " [النساء: 2] " وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ من سِدْرٍ قَلِيلٍ " [سبأ: 16] " فَبَدَّلَ الَّذِينَ...

فظّ

الرجل الفظُّ: الخَشِنُ الكلام، والقاسي الغليظ، والجمع أفظاظ، وفلان أَفظٌّ من فلان أَي أَصعب خلُقاً وأَشرس، والاسم منها الفَظاظةِ والفِظاظِ والفَظَظِ. ومنه في التنزيل العزيز " ... وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ... " [آل عمران:159] وفي الشعر يقول ابن الرومي: صبٌّ رقيقُ القلبِ خفَّاقُهُ * عنَّاه فظٌّ القلب خفّاقُهُ

ردف

رَدِفَ الرجلَ وأَرْدَفَه: رَكِبَ خَلْفَه، والرَدْفُ: المُرْتَدَفُ، وهو الذي يركب خلف الراكب، ويقال " نزل بهم أمر فردف لهم آخر أعظم منه "، وكلُّ شيء تبِعَ شيئاً فهو رِدْفَهُ.  ومنه في التنزيل العزيز: " قُلْ عَسَى أَنْ يُكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلونَ " [النمل:72] أي عسى أن يكون اقترب لكم بعض ما تستعجلون، والفعل "ردف" متعدي بدون حرف جر (ردفكم) ولكن أزيدت اللام من أجل المعنى حتى تفيد معنى الاقتراب للمفعول به بالإضافة لمعنى التبعية، كأن تقول "طرحت بالشيء أرضا" بدلا من "طرحت الشيء أرضا" لتفيد قوة الرمي.  " تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ " [النازعات:7] أي النفخة الثانية.

الحمد لله على كل حال

 كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إذا رأى ما يُحبُّ قالَ الحمدُ للَّهِ الَّذي بنِعمتِهِ تتمُّ الصَّالحاتُ، وإذا رأى ما يكرَهُ قالَ الحمدُ للَّهِ علَى كلِّ حالٍ.

ثقف

ثَقَف فلانا: أي صادفه، أو أدركه، أو ظفر به. ومن أمثلتها في القرآن قوله تعالى " إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاء وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ " [الممتحنة: 2] أي إن يدركوكم وتسنح لهم الفرصة في إيذائكم يعادوكم بأيديهم وألسنتهم.

آسفونا

 أَسِفَ يأسَف أَسَفاً: أي اشتد حزنه، وأسف على ما فاته: أي تحسر عليه، وهو المعنى المعروف. وأَسِفَ يأسَف أَسَفاً: أي اشتد غضبه، وأسف على فلان: أي غضب عليه، وآسفه: أي أغضبه. ومنه قول الله تعالى " فَلَمَّا آَسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ " [الزخرف: 55] أي أغضبونا وليس أحزنونا، فالله لا يوصف بالحزن.

مثوى

ثَوَى يثْوِي ثَواء فهو ثاوٍ: أي أقام، والمكان مثوى. ومن أمثلتها في القرآن الكريم: "وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً ..." [يوسف: 21] "فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ" [النحل: 29] وفي معلقة الحارث: آَذَنَتنا بِبَينِها أَسماءُ * رُبَّ ثاوٍ يُمَلُّ مِنهُ الثَواءُ آَذَنَتنا بِبَينِها ثُمَّ وَلَّت * لَيتَ شِعري مَتى يَكونُ اللِقاءُ

ظعن

ظَعَنَ يَظْعَنُ ظَعْناً وظَعَناً، بالتحريك، وظُعوناً: ذهب وسار وارتحل.  ومنه قول الله تعالى " وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُم مِّن جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ ۙ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَىٰ حِينٍ " [النحل: 80] أي جعل لكم من جلود الأنعام وأصوافها وأوبارها خياما وبيوتا خفيفة الحمل يوم سفركم ويوم إقامتكم. والظَّعينة: الهودج (وهو مركب كالحجرة الصغيرة توضع فوق ظهر الحيوانات كالجمل والفيل)، والظعينة أيضا: المرأة في الهَوْدَج، والجمع ظَعائن وأظعان وظُعن. ويقول عنترة: رَحَلتِ وَقَلبي يا اِبنَةِ العَمِّ تائِهٌ * على أَثَرِ الأَظعانِ لِلرَكبِ يَنشُدُ

إصرا

 أصَرَهُ يَأْصِرُهُ أصْراً: حبسه، والآصِرَةُ: ما عطفك على رجلٍ من رحِمٍ أو قرابةٍ أو صِهْرٍ أو معروفٍ؛ والجمع الأَواصِرُ، ويقال: ما تَأْصِرُني على فلان آصِرَةٌ: أي ما تعطِفُني عليه قرابةٌ ولا مِنَّةٌ، والإصر: العهد والثقل. ومنه ف التنزيل العزيز " ... رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ... " [البقرة: 286] أي لا تحمل علينا عهدا فنعجز عن القيام به ولا نستطيعه، كمن قبلنا من اليهود والنصارى ممن أخذت عليهم مواثيق وعهود فلم يقوموا بها. وقوله " ... قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِي ... " [آل عمران: 81] أي أأقررتم وأخذتم عهدي.

الثبط

ثبِطَ (بكسر الباء: فعل لازم) يَثبَط، ثَبَطًا: أي ضَعُفَ وثَقُل، وثَبَطَه (بفتح الباء: فعل متعدٍّ) على الأمر: وقفه عليه، وثَبَّطَ عزيمته : أضعفها وأوهنها، و ثَبَطَه وثَبَّطَهُ عن شغله : عوقه وأخره عنه. وفي القرآن الكريم " وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ " [التوبة:46] ويقول محمود سامي البارودي: لا يُدْرِكُ الْغَايَةَ الْقُصْوَى سِوَى رَجُلٍ  * ثَبْتِ الْعَزِيمَةِ مَاضٍ حَيْثُ يَنْخَرِطُ إِنْ مَسَّهُ الضَّيْمُ نَاجَى السَّيْفَ مُنْتَصِراً * أَوْ هَمَّهُ الأَمْرُ لَمْ يَعْلَقْ بِهِ الثَّبَطُ

كبد

الكَبَد الشِّدَّة والمشقة، وكابد الأمر: تحمله وقاسى شدته، وتكبَّد خسائر: أي تحملها وعانى منها. وفي التنزيل العزيز: " لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ " [البلد:4] أي خلقنا الإنسان في شدة. وفي الشعر يقول أحمد شوقي: جَهدُ الصَبابَةِ ما أُكابِدُ فيكِ * لَو كانَ ما قَد ذُقتُهُ يَكفيكِ

أمنية

الأُمْنِيـَّة: البُغْية والمطلب، وما يتمناه الإنسان ويشتهيه، والجمع أمانيّ، وهو المعنى المعروف، ومن أمثلته في القرآن " وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ " [الحديد:14] وتمنَّى الكِتَابَ: أي قرأه، والأمنيـَّة هي التلاوة.  ومنه قوله جل ثناؤه " وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ " [الحج:52]، أي وما أرسلنا قبلك رسولا وتلا آياته إلا وألقي الشيطان في قراءته ما يلبس به على الناس أنه من الوحي، فيبطل الله ما يلقي به الشيطان ويبقي آياته. وكنت أظن أن هذه الآية نزلت بعد قصة الغرانيق لكني علمت اليوم أنها قصة عليها خلاف ولا أريد الانشغال بالقراءة عن هذا الخلاف لذا لن أضع القصة وأدع القارئ ليبحث عنها إن كان يريد 🙂️. وقوله " وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ " [البقرة:78] أي لا يعلمون الكتاب إلا تلاوة. ويقول أيدمر المحيوي عن القرآ...

سرى

سَرَى يسري سُريا وأَسْرَى إسراء: أي سار ليلاً، ومنه في القرآن الكريم: " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ " [الإسراء:1] وقوله " وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ " [الفجر:4] أي والليل إذا سار ومضى، وحذفت الياء تخفيفا وليس لأن الفعل مجزوم، مثلما حذفت في " ... فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ " [الفجر:16] أو في " قَالَ ذَٰلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ ... " [الكهف:64]، ولكن يجب التنويه إلى أن حذف هذه الياءات أو إثباتها فيه اختلاف بين القراءات لكني لا أريد الحديث في هذا الموضوع. وفي الشعر يقول أحمد شوقي: أَفديكَ إِلفاً وَلا آلو الخَيالَ فِدىً * أغراكَ باِلبُخلِ مَن أَغراهُ بِالكَرَمِ سَرى فَصادَفَ جُرحاً دامِياً فَأَسا * وَرُبَّ فَضلٍ عَلى العُشّاقِ لِلحُلُمِ إذ يتحدث عن خيال حبيبته الذي زاره في منامه -وهو أُغري بالكرم عكسها التي أغريت بالبخل- فيقول أنه سار إليه ليلا فرأى جرخا داميا فداواه وعالجه، وربما يكون لحلم...

ذاد

ذاد ذودا وذيادا: أي دَفع وطرد، وذاد عَن حرمه وَعَن وَطنه: أي دافع عنهم، وَذَادَ عَنهُ الْهم: أي دفع عنه الهم وَذَادَ الدَّوَابّ عَن الْمَوَارِد: حبسها عن الموارد وشدها. وفي التنزيل العزيز " وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ ... " [القصص:23] أي وجد امرأتين تحبسان وتشدان غنمهما عن الماء. وفي الحديث: " ألا لَيُذادَنَّ رِجالٌ عن حَوْضِي كما يُذادُ البَعِيرُ الضَّالُّ أُنادِيهِمْ ألا هَلُمَّ فيُقالُ: إنَّهُمْ قدْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ فأقُولُ سُحْقًا سُحْقًا. " وفي معلقة زهير بن أبي سلمى: وَمَنْ لَمْ يَذُدْ عَنْ حَوْضِهِ بِسِلاحِهِ * يُهَدَّم وَمَن لا يظلِمِ النّاسَ يُظْلَمِ أي: ومن لم يدفع الناس بسلاحه ويطردهم عن ممتلكاته وحرماته يعتد على حرماته وتداس كرامته؛ ومن لم يظلم الناس ظلموه، ومن لم يعتد عليهم اعتدوا عليه.

كواعب

الكاعب: المرأة الشابة، وسميت كذلك لأن ثدياها قد تكعبا؛ أي استدارا وصارا كالكعب، والجمع كواعب. ومنه قول الله تعالى: " وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا " [النبأ:33] (الأتراب: المتساوون في السن) ويقول عنترة في عبلة: حَوى كُلَّ حُسنٍ في الكَواعِبِ شَخصُها * فَلَيسَ بِها إِلّا عُيوبُ الحَواسِدِ أي حوت كل محاسن الكواعب فليس بها عيوب إلا ما يصفها بها حسادها كذبا، والحسد معناه اليوم غير معناه حينها، إذ صار يستعمل اليوم بمعنى العين، أما معناه في اللغة العربية هو البغض والغيرة وتمنى زوال النعمة، ويقول أبو الأسود الدؤلي: حَسَدوا الفَتى إِذ لَم يَنالوا سَعيهُ * فَالقَومُ أَعداءٌ لَهُ وَخُصومُ كَضَرائِرِ الحَسناءِ قُلنَ لِوَجهِها * حَسداً وَبَغياً إِنَّهُ لَدَميمُ وَالوَجهُ يُشرُقُ في الظَلامِ كَأَنَّهُ * بَدرٌ مُنيرٌ وَالنِساءُ نُجومُ

كالأعلام

العَلَم: قد يأتي بمعنى الراية، وهو المعنى المعروف.  وأما المعنى الذي كان شائعا ولم يعد شائعا هو أن العَلَم تعني الجبل، أو أي شيء يكون معْلَما، والعلامة تعني الجبل الطويل. ومنه قول الله تعالى " وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ " [الرحمن:24]. أي لله السفن الجارية في البحر كالجبال. ويقول عنترة: إِذا الريحُ هَبَّت مِن رُبى العَلَمَ السَعدي * طَفا بَردُها حَرَّ الصَبابَةِ وَالوَجدِ أي إذا هبت الرياح من مرتفعات الجبل السعدي حيث تقيم عبلة، طفا برد تلك الرياح حر الصبابة والوجد. وفي المثل الشعبي " مثل النار على العلم " أي مثل النار على قمة الجبل يراها جميع السائرين ليلا. وتقول الخنساء في رثاء أخيها صخر: وَإِنَّ صَخراً لَتَأتَمَّ الهُداةُ بِهِ * كَأَنَّهُ عَلَمٌ في رَأسِهِ نارُ أي أن صخرا كان علما عليه نار يهتدي به الهداة، إذ كان العرب المسافرون ليلا إذا رأوا نارا بعيدة استدلوا بها على وجود ناس هناك فساروا إليها وطلبوا الضيافة من أهلها، فضرب المثل في الكرم لمن لا يخمد النار ولا يستثقل الضيوف، فمثلا يقول السموأل فخرا: وَما أُخمِدَت نارٌ لَنا دونَ طارِ...

مذعنين

الإذعان: الانقياد. وأذعن الرجلُ: انقاد وسَلِس ولم يستعص، وذَعِن يَذْعَن ذَعَناً له: أَي خضع وذل. وفي التنزيل العزيز: " وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ (48) وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (49) " [النور:48-49] أي: إذا دعي المنافقون ليحكم بينهم الله ورسوله وكان الحق عليهم لا لهم يعرضون عن حكمه، أما إذا كان الحق لهم لا عليهم فهم أول من يخضع ويقر وينقاد له فهم يعلمون أن رسول الله يحكم بالحق. وفي الشعر يقول أحمد شوقي: أَذعَنَ لِلحُسنِ عَصِيُّ العِنان * وَحاوَلَت عَيناكَ أَمراً فَكان يَعيشُ جَفناكَ لِبَثِّ المُنى * أوِ الأَسى في قَلبِ راجٍ وَعان  أي: خضع للجمال من كان شديدا وعصيًّا، وحاولت عيناك فعل أمر فكان ذلك الأمر، جفناك يعيشان لبث الأمنيات أو الحزن في قلب راجٍ وعانٍ (متعب).

جفاء

جَفَا الشيءُ يَجْفُو جَفَاءً وتَجافَى: لَمْ يلزم مكانَه، وجفا عن رجل: أي أعرض عنه وطرده، وجَفَا جنْبُه عن الفراش (المضجع) وتَجافَى: نَبَا عنه ولم يطمئنّ عليه، والجَفاءُ والجفوة: غلظ الطبع، والجفاء والجفوة أيضا: عكس الصلة، وهؤلاء الكلمات نبحث عنهن في "جفو" وفي التنزيل العزيز " تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ " [السجدة:16] وفي الحديث: " أَن رسول الله كان يُجافي عَضُدَيْه عن جَنْبَيْهِ في السجود " أي كان يباعد عضديه عن جنبيه في السجود. وفي الشعر يقول جميل بن معمر: لَيتَ شِعري أَجَفوَةٌ أَم دَلالٌ * أَم عَدُوٌّ أَتى بُثَينَةَ بَعدي وقد يحدث لبس مع كلمة "جُفاء" بضم الجيم، وهي نبحث عنها في "جفأ"، وجَفَأَ الوادي جَفْأً، إذا رمى بالقَذى والزَّبَد، وكذلك القِدْر إذا رَمَتْ بزبدها عند الغَلَيان، والجُفاءُ: ما نفاه السيلُ.  قال الله تعالى: " أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ...

تزدري

زَرَى عليه زَرْياً وزِرايَةً ومَزْرِيَةً ومَزْراةً وزُرْياناً: عابَه، وعاتَبَه، وأزْرَى بأخِيهِ: أدْخَلَ عليه عَيْباً أو أمْراً يُريدُ أن يُلَبِّسَ عليه به، وأزْرَى بالأَمْرِ إزراءً: تَهاوَنَ، وازْدَرِي شخصا: احتقره وتهاون به. ومنه في القرآن الكريم " وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَن يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا ۖ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنفُسِهِمْ ۖ إِنِّي إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ " [هود:31]: أي لا أقول للذين تحتقرونهم أنهم لن يجازيهم الله خيرا، فالله أعلم منكم ومني بما في قلوبهم. ومن أمثلتها في الشعر قول عنترة:  يا عَبل مِثلُ هَواكِ أَو أَضعافُهُ * عِندي إِذا وَقَعَ الإِياسُ رَجاءُ إِن كانَ يُسعِدُني الزَمانُ فَإِنَّني * في هِمَّتي بِصُروفِهِ إِزراءُ أي: يا عبلة، إذا وقع اليأس لا يزال عندي رجاء بقدر هواك أو أضعافه، فإني إن يساعدني الزمان أحتقر بهمتي أحداثه وصروفه.

سعرت

 سَعَرَ النار: أي أوقدها وألهبها، ونار سَعِيرٌ: أي مَسْعُورَةٌ. وقد وصفت الجحيم بالسعير كثيرا في القرآن ومن أمثلتها: " إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَ وَأَغْلَالاً وَسَعِيراً " [الإنسان:4] وسَعَّر النار بتشديد العين تعني كذلك أوقدها، والتشديد للمبالغة، ومنه قول الله تعالى " وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ" [التكوير:12] ومن أمثلتها في الشعر قول عنترة بن شداد: يا شأْسُ جرْني منْ غرامٍ قاتلٍ * أبداً أزيدُ به غراماً مسعرا أي: يا صلب أنقذني من غرام قاتل وغرام مُسعَر ملتهب.

طرفهم

الطرف: العين، وهي لا تثنى فلا يقال للعينين طرفين بل طرف، وطرفت عينه تطرُف طَرْفا أي حركت جفونها بالنظر، وطرف الشخص أي أطبق جفنيه، والواحدة طرفة، ويقال للسريع "أسرع من طرفة عين". ومن أمثلة ذلك في القرآن قوله تعالى " مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ ۖ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ " [إبراهيم:43]: أي مسرعين رافعي رءوسهم أبصارهم شاخصة لا يطرفون أعينهم من الهول والخوف الذي هم فيه، وأفئدتهم خالية إذ صعدت قلوبهم من صدورهم لحناجرهم من الخوف. وفي الشعر يقول أحمد شوقي مخاطبا محبوبته: يا ناعِسَ الطَرفِ لا ذُقتَ الهَوى أَبَدًا * أَسهَرتَ مُضناكَ في حِفظِ الهَوى فَنَمِ أي: يا ناعسة العينين لا أذاقك الله الهوى وألمه أبدا، أسهرتِ من أضنيتِه (أرهقتِه) في حفظ الهوى فنامي.

غثاء

 الغثاء: ما يحمله السيل من رغوة وفتات وأوساخ، وهو أيضا الهالك البالي من ورق الشجر. ومنه قوله تعالى: " وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى * فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى " [الأعلى:4-5] أي أخرج مرعى الأنعام من الأرض، فجعله هشيما مسودا (أحوى: مسود أو مسمر بعد خضرة). " فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ " [المؤمنون:41] أي جعلناها هشيما وفتاتا يحمله السيل. وفي الحديث الشريف: " يُوشِكُ الأممُ أن تداعَى عليكم كما تداعَى الأكَلةُ إلى قصعتِها. فقال قائلٌ: ومن قلَّةٍ نحن يومئذٍ ؟ قال: بل أنتم يومئذٍ كثيرٌ، ولكنَّكم غُثاءٌ كغُثاءِ السَّيلِ " أي ليست المشكلة في العدد ولكن المشكلة في الكيف، فأنتم حينها كالفتات والرغوة الذي يحملها السيل

الودق

 الودق هو المطر، ويقال سحابة وادقة: أي ممطرة، ومنه قوله -تعالى- " أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ " [النور:43] " اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ " [الروم:48] وفي معلقة لبيد بن ربيعة يقف على الأطلال: رُزِقَتْ مرَابيعَ النّجومِ وَصَابَهَا * وَدْقُ الرّواعِدِ جَوْدُهَا فَرِهامُها  أي رزقت تلك الديار أمطار أول الربيع وأصابها مطر السحب الرواعد، جودها (المطر الكثير) ورهامها (المطر اللين).

الموضوع فيه إنَّ

 لنأخذ فاصلا ترفيهيا اليوم 😄️ يحكى أن أميرا من حلب يدعى علي بن منقذ قد حدث له خلاف مع ملك حلب محمود بن صالح، فهرب ابن منقذ إلى خارج البلاد خوفا من بطشه، فأحضر ابن صالح صديقا لابن منقذ بينهما مودة أكيدة وطلب منه أن يطمئنه ويستعطفه ليعود لحلب. فشك كاتب الرسالة في نوايا الملك وفطن إلى أن ابن منقذ متى عاد هلك، فأراد أن يعطيه إشارة عمياء في الرسالة يحذره بها إلى ألا يعود، فكتب في نهاية الرسالة " إنّ شاء الله تعالى " وشدد النون. فلما وقعت الرسالة في يد ابن منقذ قال " هذا صديقي وما يغشني ولولا أنه علم صفاء قلب ابن صالح ما كتب لي هذا " وعزم على أن يعود، وكان معه ابنه، فلما قرأ ابنه الرسالة قال له " يا أبت مكانك، فإن صديقك قد حذرك، وقال: لا تعد. " فسأله أبوه " وكيف ذلك؟ " فقال له " إنه قد كتب (إن شاء الله تعالى) في آخر الكتاب، وشدد إن وكسرها، وضبطها ضبطا صحيحا لا يصدر مثله عن سهو، ومعنى ذلك أنه يقول: إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ [القصص:20] وإن شككت في ذلك فأرسل إلى حلب ". فصار يضرب المثل للموضوع إذا كان فيه شك أو سوء نية في...

صافَّات

الصف: هو السطر المستوي من أي شيء، وهو معنى معروف، ومن أمثلته في القرآن: "وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفّاً لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِداً" [الكهف:48]. وصَفّّت الإبل قوائمها: أي قامت وجعلت أرجلها مصفوفة قائمة، وصَفَّ الطير جناحه: أي بسطه وجعل عظام جناحه مصفوفا، ومنه في التنزيل العزيز: " ...فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ... " [الحج:36]: أي اذكروا اسم الله عليها وهي واقفة صفت قوائمها. " أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ " [الملك:19]: أي ألم يروا الطير فوقهم يبسط جناحيه ويقبضهما ما يمسكهن عن الوقوع إلا الرحمن؟ وفي الحديث الشريف " يُؤكل ما دف ويُترك ما صف " أي يؤكل ما حرك جناحيه كالحمام ولا يؤكل ما يبسطهما ولا يحركهما كالصقر والنسر. وفي معلقة امرئ القيس: وَظَلَّ طُهَاةُ اللَّـحْمِ مِن بَيْنِ مُنْـضِجٍ * صَفِيفَ شِوَاءٍ أَوْ قَدِيْـرٍ مُعَجَّلِ أي كثر الصيد فظل طهاة ا...

تُدهن

أدهن الشخص إدهانا وداهن مداهنة: نافق وأظهر خلاف ما أضمر، وكذلك أدهن: أي لان في القول وصانع في الكلام. ومنه في التنزيل العزيز: " وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ " [القلم:9]: أي ودوا لو تلين لهم في دينك وتصانعهم فيلينون لك في دينهم ويصانعونك. " أَفَبِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ " [الواقعة: 81]: أي: أبهذا القرآن تنافقون وتكذبون وتظهرون غير ما تضمرون؟ وقرأت أيضا أن معناها: أبهذا القرآن تلينون القول للمكذبين به؟ ومن أمثلتها في الشعر قول زهير بن أبي سلمى: وَفِي الْحِلْمِ إِدْهَانٌ وَفِي الْعَفْوِ دُرْبَةٌ * وَفِـي الصِّدْقِ مَنْجَاةٌ مِنَ الشَّرِّ فَاصْدُقِ أي: في الحكمة والعقل ملاينة ومصانعة، وفي العفو جرأة وضراوة، وفي الصدق منجاة من الشر.

حور

الحَوَر: شدة بياض العين في بياضها وشدة السواد في سوادها، ويقال عين حوراء إذا كان بها حور، وامرأة حوراء إذا كانت حوراء العينين، والجمع حُوْر، والحور العين: نساء أهل الجنة، فحور جمع حوراء وقد وضحت، وعين جمع عيناء وهي حسنة العين واسعتها. وفي التنزيل العزيز: " وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ " [الواقعة:22 - 23] [1] . وحار يحور: أي عاد، ومنه قول الله تعالى: " إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ " [الانشقاق:14]: أي ظن أن لن يعود. ومنه في الحديث " من دعا رجلاً بالكفر أو قال عدو اللَّه وليس كذلك إلا حار عليه " أي: ارتدت وعادت عليه مقولته. ومن أمثلة الكلمة في الشعر قول جرير: إِنَّ العُيونَ الَّتي في طَرفِها حَوَرٌ * قَتَلنَنا ثُمَّ لَم يُحيِينَ قَتلانا يَصرَعنَ ذا اللُبِّ حَتّى لا حِراكَ بِهِ * وَهُنَّ أَضعَفُ خَلقِ اللَهِ أَركانا ===================================== هوامش: [1] : ربما تساءلت وأنت تقرأ الآيات التالية؛ لمَ أتت "حور" مرفوعة لا مجرورة؟ أليست معطوفة على مجرور؟ " يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ (17) بِأَكْوَابٍ...

بلى

 بلى، أداة تفيد نفي النفي، فمثلا: إذا قال أحد لك "ألم تذهب للحديقة؟" وأردت أن تقول أنك ذهبت، فأنت تريد أن تنفي النفي "لست لم أذهب للحديقة"، حينها قل "بلى، ذهبت للحديقة". يمكن أيضا أن تنفي بها النفي في جملة خبرية، مثلا "قال سعد أنه غير مستعد للامتحان، بلى ولله إنه مستعد!" فهنا أنت تنفي ما قاله سعد، وما قاله سعد كان نفيا، فاستخدم "بلى" لنفي النفي. ومن أمثلة استخدامها لنفي النفي في استفهام " وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ... " [البقرة:260] ومن أمثلة استخدامها لنفي النفي في جملة خبرية: " وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ * بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ " [البقرة: 80-81] ومن أمثلتها في الش...

نشر

 نَشَرَ الميِّتُ يَنْشُرُ نُشوراً: أي عاش بعد الموت، ومنه يوم النشور: أي يوم القيامة. ومن أمثلتها في القرآن  قول الله تعالى " وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ كَذَلِكَ النُّشُورُ " [فاطر:9]  وقوله " ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنشَرَهُ " [عبس:22] أي إذا شاء أحياه بعد مماته. ومن أمثلتها في الشعر  قول الأعشى واصفا محبوبته: لَو أَسنَدَت مَيتًا إِلى نَحرِها * عاشَ وَلَم يُنقَل إِلى قابِرِ حَتّى يَقولُ الناسُ مِمّا رَأوا * يا عَجَبا لِلمَيِّتِ الناشِرِ

ليصرمنها

 صرم الشيء صًرما: أي قطع، وصرم فلانا: هجره وانقطع عنه. ومنه قول الله تعالى " إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ " [القلم:17] أي أقسموا أن يقطعوا ثمارها صباحا. ووالصريم: الأرض التي صرمت ثمارها، والصريم أيضا: الليل المظلم (لانقطاعه عن النور)، ومنه قول الله تعالى في نفس السورة " فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ " [القلم:20] أي احترقت فأصبحت سوداء كسواد الليل المظلم. ومن أمثلة الكلمة في الشعر قول امرئ القيس في معلقته: أَفَاطِمُ مَهْلاً بَعْضَ هذا التَّدَلُّلِ * وَإِنْ كُنْتِ قَدْ أَزْمَعْتِ صَرْمِيْ فَأَجْمِلِي أي: أيا فاطمة دعي عنك بعض هذا الدلال، وإن كان ثبت عزمك على قطيعتي وهجري فافعلي ذلك برفق وأجملي الهجران.

التبار والتبر

تبَرَ يَتبُر ويَتْبِر، تَبْرًا: أي هلك، ، وتَبَّر العدو: أهلكه، ومنه في التنزيل العزيز: " رَّبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا " [نوح:28] أي: لا تزد الظالمين إلا هلاكا. " وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ ۖ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا " [الفرقان:39] أي: أهلكنا إهلاكا. " إِنَّ هَٰؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَّا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ " [الأعراف: 139] أي: الله مهلك ومبطل ما هم فيه من العمل. والتِبْر: الذهب قبل أن يصاغ، ومن أمثلة ذلك قول حافظ إبراهيم متحدثا بلسان مصر: فَتُرابــي تِــبرٌ وَنَهــري فُـراتٌ  * وَســـَمائي مَصــقولَةٌ كَالفِرِنــدِ  (الفرند: السيف يُرى عليه انعكاس الضوء)

سجا

سَجَا يسْجُو سَجَوًّا: أي هدأ وسكن، ومنه قول الله تعالى " وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ " [الضحى: 2] أي والليل إذا هدأ وسكن. والألف اللينة ترسم قائمة "سجا" إذا كان أصلها واوًا، وترسم ياءً مرجعة "سجى" إذا كان أصلها ياء، وأصل الألف في "سجا" واو (سجا يسجو)، ولكنها رسمت ياء في المصحف العثماني لأن قواعد الرسم العثماني مختلفة عن قواعد الإملاء اليوم، إذ رُسم المصحف العثماني مراعيا أكثر من قراءة بصور تحتمل جميع القراءات بقدر الإمكان، ومن أمثلة الكلمات التي رسمت ألفها ياء وأصلها واو: "وَالضُّحَىٰ" [الضحى:1] "سَجَىٰ" [الضحى:2] "زَكَىٰ" [النور:21] ومن أمثلة الكلمة في الشعر قول عنترة بن شداد: وَسَلَّت حُساماً مِن سَواجي جُفونِها * كَسَيفِ أَبيها القاطِعِ المُرهَفِ الحَدِّ تُقاتِلُ عَيناها بِهِ وَهوَ مُغمَدٌ * وَمِن عَجَبٍ أَن يَقطَعَ السيفُ في الغِمدِ (سواجي: جمع ساجية، وهي اسم الفاعل من سجا) أي: أخرجت من جفونها الساكنة الفاترة سيفا كسيف أبيها القاطع الحاد، تقاتل عيناها بهذا السيف وهو مغطى، ومن عجب أن يقطع السيف وهو في غطائه! (كتبت م...

دبر

الدُبُرُ: هو مؤخر كل شيء وعقبه، وهو عكس القُبُل، وأدبر الشخص: أي ولَّى وذهب، ودَبَّر الإنسان أمره: أي نظر كيف تكون عاقبته وآخرته وخطط له، ودبَّر الله الأمر: أي قدره وقضيه، وتدبر الإنسان الأمر: فكر فيه ونظر في عاقبته، ودابر الشيء: آخره، وقطع الله دابرهم: أي أنهى على آخر من بقى منهم. وإني لا أريد أن أحصي آيات القرآن الكريم التي ذكرت فيها الكلمات التي ذكرتها لك في الفقرة السابقة فهي كثيرة، ولكن إليك أمثلة، ففي التنزيل العزيز: " وَإِن كَانَ قَمِيصُهُۥ قُدَّ مِن دُبُرٍۢ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ " [يوسف:27] أي إن كان قميصه قطع من خلفه فكذبت وهو صدق،  " فَقُطِعَ دَابِرُ ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوا۟ ۚ وَٱلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ " [الأنعام:45] أي قضي على آخر من بقي منهم،  " وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ " [المدثر:33] أي والليل إذا ولَّى. وفي الحديث الشريف: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث " فقوله "لا تدابروا" أي لا يواجه ...

تريحون وتسرحون

الراحة عكس التعب، وأراح الإبل: أي ردها من مرعاها إلى مكان مبيتها. وسَرَحَ سجينا: أي أخرجه، وأطلق سراحه: أي أخرجه أيضا، وسَرَحَ الإبل: أي أخرجها من مكان مبيتها إلى مرعاها. ومنه في التنزيل العزيز " وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ " [النحل:6]، أي لكم في هذه الأنعام منظر جميل يشرح النفس حين تدخلونها من مرعاها إلى مبيتها، وحين تخرجونها من مبيتها إلى مرعاها، والمنظر أول وهي عائدة ريانة بالشبع والسقي وقعه أجمل على النفس ويبعث فيها السرور فجاء أولا. ومن أمثلة الكلمتين في الشعر قول أبي تمام: وَعَهـدي بِها إِذ ناقِضُ العَهدِ بَدرُها * مـراحُ الهَـوى فيها وَمَسرَحُهُ الخِصبُ إذ يبكي أطلال دار محبوبته قائلا: عهدت (اعتدت) بهذه الديار مأوى الهوى ومرعاه الخصب، ولكن من نقض هذا العهد هو بدر هذه الدار (حبيبته) برحيلها عنها.

أنا

    أنا ضمير المتكلم في العربية، ورغم أن معناه لا يجهله أحد يخطئ الكثيرون في نطقه، فينطقون الألف التي في نهايته. ألف "أنا" تنطق وقفا، ولا تنطق وصلا، فإذا توقفت عند كلمة "أنا" عليك أن تنطق الألف، أما إن وصلتها بما بعدها فاحذف الألف تخفيفا.     مثلا " إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ " [الأنبياء:92]، انطقها " وَأَنَ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونْ "، فالألف لا تنطق إذا وصلت بما بعدها، أما إذا وقفت عندها فأعد الألف وانطقها. أما في الشعر فقد ترى هذه القاعدة تتبَع، وقد تراها تخالَف، ففي هذا البيت مثلا من عنترة بن شداد: وَها أَنا مَيِّتٌ إِن لَم يُعِنّي * على أَسرِ الهَوى الصَبرُ الجَميلُ     نرى أنك إذا نطقت ألف "أنا" سيختل وزن البيت (بحر الوافر)، فعليك أن تنطقها دون الألف حتى يكون الوزن صحيحا، وعليه فإن الشاعر هنا لم يغير من طبيعة الكلمة واتبع القاعدة. لكن في مواضع أخرى يجوز للشاعر أن يثبت ألف "أنا" حتى في الوصل، وذلك أيضا من أجل إرضاء الوزن، فإذا رأينا هذا البيت لعنترة: وكيفَ أنامُ عنْ سـاداتِ قوم...

غمد

غمد يَغمُد ويَغمِد غَمْدًا: أي غطى، والغِمد: جفن السيف، وغمد السيف وأغمده: أي أدخله في غطائه، وتغمده الله برحمته: أي غمده وغمره فيها. في الحديث: " سَدِّدُوا وقارِبُوا، وأَبْشِرُوا، فإنَّه لَنْ يُدْخِلَ الجَنَّةَ أحَدًا عَمَلُهُ قالوا: ولا أنْتَ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: ولا أنا، إلَّا أنْ يَتَغَمَّدَنِيَ اللَّهُ منه برَحْمَةٍ، واعلموا إن أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل " أي: اقصدوا سداد العمل (أي تمامه دون غلو أو تقصير)، فإن عجزتم فقاربوا (أي اقتربوا منه)، فإذا فعلتم ذلك فأبشروا بالثواب، فإنه لن يدخل الجنة أحد بعمله إلا أن يتغمدنا الله برحمته (أي يغمرنا ويغطينا بها) [1] . من أمثلتها في الشعر هذه الأبيات الجميلة لـعلي الحصري القيرواني: ينضُو مِنْ مُقْلتِه سيْفاً * وكأَنَّ نُعاساً يُغْمدُهُ فيُريقُ دمَ العشّاقِ به * والويلُ لمن يتقلّدهُ كلّا لا ذنْبَ لمن قَتَلَتْ * عيناه ولم تَقتُلْ يدهُ     إذ يتغزل بعيني محبوبته -وبالذات العينين الناعستين- فشبه عينها بالسيف الذي يغمده النعاس (أي يدخله في غطائه)، فتخرجه وتريق به دم العشاق، والويل لمن يطيل النظر لتلك العيون لما سيشعر به ...

شطط

شَطَّ يشِطُّ شَطَطًا: أي ابتعد، والشطاط والشِطة: البعد، وشطط الخيال: أي ابتعد وسرح، وقد تأتي "شط يشط شططا" بمعنى جار أو ظلم (ابتعد عن الحق)، وأَشَط نفس المعنى.     ومن أمثلتها في القرآن قول الله تعالى:  " وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا " [الجن: 4] أي كان يقول جورا بعيدا عن الحق، وقوله " وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَٰهًا ۖ لَّقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا " [الكهف:14] أي لن نؤمن بإله غير الله لأننا في هذه الحالة سنقول قولا ظالما بعيدا عن الحق، وقوله " إِذْ دَخَلُوا عَلَىٰ دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ ۖ قَالُوا لَا تَخَفْ ۖ خَصْمَانِ بَغَىٰ بَعْضُنَا عَلَىٰ بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَىٰ سَوَاءِ الصِّرَاطِ " [ص:22] أي: نحن خصمان فاحكم بيننا بالعدل ولا تجر علينا. ومن أمثلتها في الشعر قول الشريف المرتضى: وكنـتُ مـتى أنَـلْ شَطَطَ الأماني * سـَخِطْتُ فصـرتُ أرضـى بالكَفـافِ أي: كنت كلما ابتعد خيالي...

نعق

 نَعَقَ ينعَق وينعِق نعْقا ونعيقًا ونُعاقًا ونَعَقانًا: صاح وصوت، والنعيق نداء الراعي لغنمه، ونعق الراعي بغنمه: أي صاح بها. ومنه قول الله -تعالى- " وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً ۚ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ " [البقرة:171]     أي: مثل الذين كفروا -في قلة فهمهم لكلام الله ودعاء المؤمنين لهم- كمثل الشاة ينعق بها راعيها فيقول لها "كُلوا" أو "امشوا" وهي تسمع الصوت فقط ولا تفهم كلامه. ومن أمثلتها في الشعر قول بشار بن برد: نَعَـقَ الغُـرابُ فَخَنَّقَتني عَبرَةٌ * وَبَكَيـتُ مِـن جَزعٍ عَلى الأَحبابِ     أي: صاح الغراب فبكيت خوفا على أحبابي، إذ إن نعيق الغراب كان نذير شؤم عند العرب إذ ترتجف منه القلوب، وقد ذكر كثيرا كنذير شؤم في الشعر، ومن الأمثلة الشهيرة لهذا أيضا قول عمر بن أبي ربيعة: نَعَقَ الغُرابُ بِبَينِ ذاتِ الدُملُجِ * لَيتَ الغُرابَ بِبَينِها لَم يَزعَجِ أي: نعق الغراب منذرا نذير شؤم بفراقي من محبوبتي، فليته لم يزعجني بهذا الخبر.

الجَدّ

  الجَدُّ بفتح الجيم: أبو الأم وأبو الأب، ولكنها أيضا تأتي بمعنى الحظ والرزق.     مما ورد في أذكار ما بعد الصلاة:  اللَّهمَّ لا مانعَ لما أعطيتَ، ولا مُعطيَ لما منعتَ، ولا ينفعُ ذا الجَدِّ منك الجَدُّ . أي: ذو الحظ والرزق والغنى لا ينفعه حظه ولا ماله منك بل ينفعه تقواه وعمله الصالح ("الجد" الأخيرة فاعل "ينفع"، و"ذا الجد" مفعول به).

لمَّا

أنواع لمَّا ثلاثة:       لما الظرفية : وهو الاستعمال الشائع، ويفيد وقوع أمر حين وقوع غيره، ومن أمثلتها في القرآن:  وَتِلْكَ الْقُرَىٰ أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا [الكهف: 59] ومن أمثلتها في الشعر قول أحمد شوقي: لما رنا حدثتني النفس قائلة * يا ويح جنبك بالسهم المصيب رمي أي: حين نظر إليَّ شعرت بألم الهوي كأنه سهم أصاب جنبي. ......................     لما الجازمة : تفيد نفي حدوث الفعل في الماضي وتوقع حدوثه في المستقبل، وتدخل على فعل مضارع وتجزمه. تأتي بمعنى "ليس بعد"، فمثلا، لما يقم عباس: تعني لم يقم عباس بعد، لكنه سيقوم. (ترجمتها للعامية المصرية: "لسة" 😅)     ومن أمثلتها في القرآن:  أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ  [البقرة: 214]  أي: هل ظننتم أن تدخلو...